دور المرأة السوسية
في عهد الاستقلال
مقدمة
إلى حدود الثلاثينات من القرن الماضي، وهو تاريخ اجتياحه من قبل الاستعمار الفرنسي، نلاحظ أن المجتمع السوسي كان مجتمعا تقليديا ينتمي بكل مؤسساته وبنياته الاقتصادية الاجتماعية والثقافية والسياسية إلى الماضي، كان مجتمعا تؤطره القبيلة والزاوية، لكن سرعان ما تم زرع بنيات وأجهزة الدولة الحديثة بالمغرب من طرف الدولة المستعمرة،مما أسفر على عدة تحولات اقتصادية، اجتماعية ثقافية في المجتمع السوسي، وداخل هذا الأخير نجد المرأة السوسية التي بدورها تغيرت أوضاعها، فإذا كانت من قبل تقضي كل وقتها في أعمال بيتها، فإن المرأة السوسية في السنوات الأخيرة برهنت على أنها قادرة على مزاولة عدة ميادين وهذا ما لمسناه في حواضر سوس، تقلدت مناصب عليا، في العدالة،التعليم،الصحة، في المقابل أن المرأة السوسية في القرى مازالت تتخبط في الأمية، ولكن أصبحنا نلحظ أن عوامل التمدن وصلت إليها عبر وسائل الاتصال وبفعل الهجرة الداخلية والخارجية التي تمرر إليها العديد من القيم الحضارية، وهي بالتالي تحاول الوصول إلى درجة من الوعي، ففي بعض القرى السوسية عندما نتحدث إلى إحداهن تلمس لديها رغبة وإرادة في تغير أوضاعها وأوضاع مجتمعها وفي ذات الوقت إلى تنميته.